روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | صرت هادئة... ولا أحب الاجتماعات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > صرت هادئة... ولا أحب الاجتماعات


  صرت هادئة... ولا أحب الاجتماعات
     عدد مرات المشاهدة: 3558        عدد مرات الإرسال: 0

نص الاستشارة:

 

مشكلتي باختصار شخصية (نفسية) أنا جاءتني حالة فجأة عندما كنت في الثانوي صرت هادئة ولا أحب الاجتماعات، وأحس بقلق وخوف من غير سبب واضح، وظل هذا الشعور معي وتطور وأصبح يؤثر في كل أمور حياتي صرت أقول في داخلي أنا لست مثل الناس أنا معقدة أنا ليش كذا ما كانت أعرف لماذا هذا الشعور ومرت الأيام وتخرجت من الثانوي وكنت ما أدخل المدرسة تجيئني كتمة وضيقة وودي أبكي.. ومن أرجع البيت أحس أنني طبيعية ودخلت الجامعة واستمرت هذه الحالة وزادت.. وصرت ما أحب أن أشارك مع الدكتورة ولا أحب الجامعة أنا لي طبع وهو أني لا أحب أن أشتكي ووالله ولا عمري شكوت لأحد حتى أمي ما عمري شكوت لها.. لكن أحس الآن أن عمري راح وحياتي وفي داخلي أحس بشيء لكن ما أعرف ما هو ولا قدرت أترجمة لأحد ويشاركني مشكلتي.. وقت ما كنت في الجامعة رحت لدكتورة في الإرشاد النفسي: قالت أنت ما فيك شيء مجرد قلق حاولي ما تأخذين الأمور بحساسية وتعقيد.. طيب لماذا أنا هكذا والله العظيم تعبت من نفسي ما أدري وش فيني.. وش تنصحني فيه من حلول وجزاك الله خير.

الرد:

بارك الله فيك... ما تعانين منه يعد نوعا من الرهاب الاجتماعي... وفي الإجابة التالية ما يشفي الغليل حول ذلك... وإن احتجت مزيد مساعدة فلا تترددي في مراسلة الموقع... مع اعتذارنا للتأخر الذي حصل بسبب خارج عن إرادتنا... والله الشافي.

الرهاب الاجتماعي وعلاجه العملي:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أخي الحبيب، أهلا بك، واسمح لي في البداية أن أثني علي التزامك بالصلاة أدامها الله عليك.

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفيه غريزة الخوف، فالخوف من حيوان مفترس أو من نشوب حريق يعتبر خوفًا طبيعيًّا يدفع الإنسان لحماية نفسه، كما أن الخوف والقلق بالقدر المعقول من الامتحان يدفع الطالب للاجتهاد والمذاكرة حتى يجتاز الامتحان، والخوف هنا من أمور تستحق الخوف، أي هو الخوف الذي يساعد على الإنجاز واستمرارية الحياة.

وهناك نوع آخر من الخوف فيه يقوم الشخص بتعميم الخوف من موقف معين للخوف من كل ما يتعلق بالموقف، ومن هنا ينشأ الخوف الذي يعلم الشخص عدم جدواه، وعلى الرغم من معرفته التامة لذلك إلا أنه يستطيع التحكم والسيطرة على هذا الخوف، وهو ما يسمى بالرهاب. وما تعانيه يا أخي هو ما نطلق عليه الرهاب الاجتماعي، وهو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما (قولًا أو فعلًا)، أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم، ويؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية.

ويوجد الاضطراب في حوالي 10% من الناس (واحد من كل عشرة أفراد) وهؤلاء يرهبون المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبيا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة. الرهاب ‏الاجتماعي يشكل ما نسبته (70% إلى 80%) من حالات الرهاب ‏الموصوفة والمعروفة مسبقا لدى المتخصصين.

هناك أعراض للرهاب ذات طابع نفسي، وأخرى ذات طابع جسدي، وأعراض ذات طابع اجتماعي.

‏فمن أهم الأعراض الإكلينيكية التي تظهر على مريض الرهاب أعراض فسيولوجية (جسدية) مترافقة مع الرهاب مثل الإجهاد والصداع، وتصبب العرق أثناء ‏الشعور بالخوف أو الرهاب. الارتجاف وبرودة الأطراف. اضطراب الكلام. ‏خفقان القلب وسرعة التنفس، أو ضيق التنفس. التقيؤ والشعور بالدوار. آلام ‏في البطن أو الظهر أو الشعور بالإغماء.

ومن أهم الأعراض النفسية نقص ‏الثقة في النفس. الشعور بالنقص والدونية. عدم الشعور بالأمن. التردد ‏وصعوبة اتخاذ قرار. الجبن وتوقع الشر. الاحتراس الشديد والمبالغة في ‏الحماية. الاندفاع أحيانًا وسوء التقدير. الارتباك والشك المبالغ فيه. الامتناع ‏عن بعض مظاهر السلوك العادي. السلوك الوسواسي القهري. السلوك ‏التعويضي.

وهناك أعراض ذات طابع اجتماعي، مثل الانسحاب الاجتماعي ‏والعزلة. سوء التوافق الأسري والزواجي. ضعف القدرة على الإنتاج والعمل، ‏وعدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات شخصية.

والغريب في هذا الموضوع- تحديدًا- أن الخوف يزرعه ‏الوالدان في نفوس الأبناء بطريقة عفوية وفطرية أثناء التربية الحياتية ليس ‏كرها للابن بالطبع، بالحرص عليه وخوفا من وقوعه في إصابات ‏أو كدمات الطفولة، ثم يأتي العامل الآخر المساعد في تعلم الخوف، وهو ‏تجارب الألم، حيث يبدأ الطفل في خوض تجارب قد تسبب له الألم، مثل ‏تجربة النزول من علو بسيط، ثم السقوط على الأرض والشعور بالألم، فهذه ‏التجربة تولِّد لدى الطفل الخوف من العلو، وهكذا تبدأ محاولات التجربة والخطأ تفرض أحكامها على الإنسان، تلك الأحكام التي قد تكون جيدة وقد ‏تكون سيئة، ثم يأتي بعد ذلك دور المحاكاة والتقليد لأشخاص آخرين ‏يحاولون التوخي والحذر، مثل مشاهدة الطفل لوالدته حين تستخدم الوسائل ‏الوقائية في الإمساك بالأشياء الساخنة، ويتعلم الطفل هنا من المشاهدة شيئا ‏رمزيا يعبر عن خطر محتمل، وقد يشاهد في هذه اللحظة تجربة سيئة تحدث ‏للأم، مثل الشعور بحرارة نار الفرن فيدرك الشيء الخطر من مجرد تعابير‏الوجه، وردود الفعل السلوكية التي تبديها الأم، لكن عندما يتطور هذا ‏الخوف مع الإنسان إلى أشياء لا مبرر منها، مثل الخوف من الناس، أو الخوف ‏من ركوب الطائرة، فهنا يكون الإنسان قد دخل في دائر الخوف غير الطبيعي أو غير المبرر الذي ينشأ عادة من عدة أسباب في مقدمتها الأسباب ‏الوراثية، ثم تأتي التجارب الحياتية والصدمات، فمثلا الذي يتعرض لموقف ‏تتعرض فيه الطائرة لمطب هوائي قوي قد يتكون لديه شعور بالخوف من ‏ركوب الطائرة، بل قد لا يركب طائرة مرة أخرى، فهذا الحدث كتجربة ‏حياتية يؤدي إلى نشوء اضطرابات نفسية تسمى بالمخاوف الشاذة ‏. (Phobias)‏ لماذا تحدث الأعراض، لأن المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين، فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي غير الإرادي، حيث يتم إفراز هرمون يسمى (أدرينالين) بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية.

علاج حالة الرهاب:

الخطة العلاجية في معالجة الرهاب الاجتماعي تشتمل شقين:

الأول: العلاج الدوائي، ومن أهم الأدوية المستخدمة مشتقات (البنزوديازبين) وبعض مضادات الاكتئاب. ومضادات البيتا.

الثاني: العلاج النفسي الذي لا يقل أهمية، بل هو الأفضل في معالجة مرضى الرهاب الاجتماعي، خاصة إذا صاحبه العلاج الدوائي، وأكثر المدارس العلاجية شهرة في هذه الحالات هو العلاج السلوكي المعرفي.

نصائح لمريض الرهاب الاجتماعي:

1- أدرك هذا الأمر مبكرًا قبل أن يستفحل، ويصبح متأصلًا صعب العلاج.

2- تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم، وتحضر كلمة قصيرة تحضيرًا جيدًا، وتتدرب على إلقائها مسبقا، ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك، ومع كل مرة تزيد من عدد المستمعين لك، حتى تزداد ثقتك بنفسك، ويصبح الأمر شيئا طبيعيًّا بالنسبة لك.

3- تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة.

4- مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية، فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصورة طبيعية.

5- تعلم وتعرف بعمق عن هذه الحالة.

6- تقبل واعترف بأنها مشكلة حقيقية؛ لأن الرهاب الاجتماعي ليس نوعا سيئا من الخجل، ولكنه حالة مرضية، ويجب أن نتعامل معها بجدية.

7- لا تعتبر الحالة المرضية خطأً لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك.

8- ارجع إلى الطبيب المختص في حالة عدم قدرتك على التعامل مع حالتك المرضية.

9- شجع نفسك من بداية العلاج، وأظهر تقديرك وإعجابك لنفسك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلا.

10- في المنزل حاول أن تواصل حياتك اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان، ولهذا لا تقبل أن تكيف حياتك لتتمشى مع مخاوفك وقلقك.

الكاتب: محمد محمود الأمين.

المصدر: موقع رسالة المرأة.